يتعرض أكثر من 100 مليون شخص حول العالم لخطر الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب والأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع.
ومن أفغانستان إلى ميانمار، ومن السودان إلى أوكرانيا، وسوريا، والأرض الفلسطينية المحتلة وغيرها، تنتشر هذه الأجهزة الفتاكة في المجتمعات المحلية الريفية والحضرية، فتقتل المدنيين بشكل عشوائي وتسد الطريق أمام الجهود الإنسانية والإنمائية الحيوية.
وحتى عندما تصمت المدافع، تتبقى مخلفات الحرب هذه، تتوارى في الحقول وعلى الدروب والطرق وتهدد حياة المدنيين الأبرياء وسبل عيش المجتمعات المحلية.
وما فتئ موظفو الأمم المتحدة الشجعان المشتغلون بالإجراءات المتعلقة بالألغام يعملون، عاماً بعد عام، مع الشركاء من أجل تحديد مواقع هذه الأسلحة وإزالتها، والتوعية بمخاطرها وتقييم التهديدات التي تشكّلها، وضمان أن يتمكن الناس من العيش والعمل والتنقل بأمان. وهم في ذلك يواجهون مخاطر عالية –مثلما تجلّى مؤخرا في غزّة.
ويذكّرنا موضوع اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام والمساعدة في الإجراءات المتعلقة بالألغام هذا العام، وعنوانه المستقبل الآمن يبدأ من هنا، بالدور الحاسم للإجراءات المتعلقة بالألغام في إعادة بناء المجتمعات الممزقة ودعم الناجين وصنع السلام.
وإنني أحث جميع الدول التي لم تصدّق بعد على اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد واتفاقية الذخائر العنقودية والاتفاقية المتعلقة بأسلحة تقليدية معينة ولم تنفذها بعد تنفيذاً كاملاً على القيام بذلك. فلا بد من صون المعايير والمبادئ الإنسانية المنصوص عليها في هذه المعاهدات والحفاظ عليها.
كما أحث الدول على التمسك بما ورد في ميثاق المستقبل الذي اعتُمد في الآونة الأخيرة من التزامات عالمية تقضي بتقييد أو منع استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان، ودعم جميع الجهود الرامية إلى إنهاء تهديد الذخائر المتفجرة.
إن الإجراءات المتعلقة بالألغام تأتي بالنتائج المنشودة منها. دعونا نلتزم معاً ببناء مستقبل آمن - بدءاً من هذه اللحظة وهذا المكان.